كل الحكاية
*********
اخر بطولة للدوري تجري بوجود اللاعبين النجوم .. بعد ان سمح باعتماد مبدا الاحتراف الخارجي اواخر عام 1993 ليغادر نجوم الكرة العراقية الدوري ويلتحقوا بالاندية في قطر ولبنان وليفقد الدوري بعد ذلك الكثير من بهائه ! وقبل بدء الموسم تم اجراء بطولة مصغرة بين الفرق التي احتلت المراكز الثلاثة الاخيرة في الموسم الماضي والنادي البحري (بعد عودته الى الوجود) نتج عنها ترشيح ناديي التجارة واربيل للبقاء في دوري الاضواء ليصبح عدد الفرق 19 فريقا اضيف اليها بطل الدرجة الثانية نادي سعد الذي اصبح يعرف باسم الدور الاهلي .. ووصيفه نادي واحد حزيران الذي صار يعرف باسم نادي كركوك الذي سجل عودته بعد غياب دام 6 سنوات ! وهكذا طفت على السطح تقليعة تغيير اسماء الاندية المعروفة منذ الازل الى اسماء المدن التي تنتمي اليها امعانا في التفرقة وترسيخا للتجزئة والعشائريات البالية كما جرت العادة في ذلك الوقت ....كما تقرر اضافة نادي النصر (الذي صار يعرف باسم الرمادي ) بعد تالقه في دوري الدرجة الثانية ليسجل عودته بعد مشاركته الاولى موسم 88-89 ..الى جانب الضيف الجديد نادي الديوانية الذي سجل تواجده الاول بعد 18 عاما من مغادرة شقيقه الرافدين لدوري الاضواء ! والتحق بكل هؤلاء نادي الجيش الذي اعيد تشكيله هذا الموسم مرة اخرى ! ليصبح عدد الفرق 24 فريقا بالتمام والكمال في رقم مهول ... بعد ان قرر الاتحاد اجراء البطولة على 3 مراحل في دوري مكثف يخوض كل فريق فيه 3 مباريات في غضون 8 ايام في سابقة لم تحدث في اي دولة في العالم .. وهكذا شاهدنا اكبر بطولات الدوري في التاريخ العراقي .. حيث لعب كل فريق 69 مباراة كاملة في بطولة الدوري وحدها ... لتكون تلك اكبر بطولات الدوري العراقي من حيث عدد المباريات .. واحدى اكبر بطولات الدوري في العالم
في هذا الموسم قام الفريق الطلابي بقيادة مدربه يحيى علوان بتدعيم صفوفه بنخبة من اللاعبين فضم اليه اللاعبين المغادرين من الطيران الذي لعب هذا الموسم تحت اسمه القديم الخطوط ..امثال حمزة هادي وولي كريم والحارس العائد سهيل صابر اضافة الى مهاجم النفط مجيد عبد الرضا ولاعب الصليخ المثابر مهند زيدان ..كما ضم الفريق الازرق لاعبا مغمورا من فريق نادي الصناعة حمل الفانيلة رقم 22 ولم تمض الا سنوا ت معدودة واذا به يصبح اغلى لاعب عراقي على الاطلاق ذلك هو النجم عباس عبيد ! اما بقية فرق المقدمة الاخرى فقد احتفظت بلاعبيها الذين مثلوها في الموسم الماضي .. وهكذا انطلقت واحدة من اكثر البطولات اثارة في دوري امتاز بمفاجاته العديدة ... وقد كان التنافس حاميا بين العملاقين النوارس والصقور فيما خفت بريق القيثارة الخضراء قليلا ... اما الفريق الطلابي فقد قدم مباريات ممتعة جدا جعلت النقاد يسمونه الفريق الانيق نظرا للمستوى الذي قدمه في ذلك الموسم ! وتالق النجم احمد راضي بشكل غير مسبوق في هذا الموسم وسجل العديد من الاهداف الرائعة من تسديدات والعاب لا تصدق .. من ضربات حرة بعيدة المدى وبضربات الراس والاهم بضربات الدبل كيك ليصل عدد اهدافه خلال مباريات المرحلة الاولى وحدها الى 25 هدفا مما كان يؤذن بقرب تحطيمه لرقمه القياسي بل وتسجيل رقم يستحيل تجاوزه في المستقبل.. لكن مامورية المنتخب الوطني في تصفيات كاس العالم 1994 .. جعله يلتحق بواجبه الوطني تاركا رقمه القياسي في مهب الريح.. وهكذا تم استدعاء عناصر المنتخب الوطني بانتهاء المرحلة الاولى .. لتخوض الفرق بعد ذلك مرحلتين بدون نجومها ! وكان اكثر الفرق تاثرا بذلك هو نادي الكرخ الذي فقد مدربه عدنان درجال ونخبه من لاعبيه بحدود ال 10 مع المنتخب ! كما خسرت فرق الجوية والزوراء والطلبة نجومها بنسب متفاوته ..ولكن الفرق الكبيرة تبحث دوما عن المواهب .. فقد قدم مدرب الجوية مثلا اللاعب الناشئ وليد ضهد الذي تالق في المرحلة الثالثة كما قدم الزوراء النجم الشاب حسام فوزي .. اما الطلبة الذي تكلق ضريبة مضافة بخسارة مدربه يحيى علوان من اجل المنتخب فقد قدم اضافةالى لاعبيه الشباب مدربه الشاب والموهوب ايوب اوديشو الذي ظهرت امكاناته التدريبية في هذا الموسم !واحتدم الصراع في المرحلة الثانية بين العملاقين خصوصا الزوراء الذي فك العقدة التي تصفه باعتماده على قدرات احمد راضي فقط ... حيث نجح المخضرم كريم صدام وزملاؤه بالاستمرار في الصدارة في المرحلة الثانية مستفيدا من الفوز المهم الذي حققه الطلاب على غريمهم الجوية ! اما الفريق الطلابي .. فقد استفاد من دروس الماضي .. فقد ترك العملاقين يتسابقان حتى اعياهما التعب ..ليسرع عندها الانيق في خطاه صوب القمة ! فقفز من المركز الثالث في المرحلة الاولى الى الوصيف في الثانية وليعلو قمة الترتيب بانتهاء المرحلة الثالثة والدوري !وليحرز لقبه الرابع بعد 7 سنوات من الغياب
ولكن ... وعند انتهاء المرحلة الثانية فاجانا الاتحاد العراقي بقرار لم تسمع مثله الشرق او الغرب !فقد قرر الاتحاد العيتد .. والبطولة على اشدها .. هبوط 5 فرق من بطولة الدوري واستبدالها بخمس فرق اخرى من اندية الدرجة الثانية ! بحيث تشترك هذه الفرق في المرحلة الثالثة ولم يقتصر القرار عل ذلك حسب ..اذ ان الهبوط لم يشمل الفرق الخمسة الاخيرة .. بل شمل اخر اربع فرق بغدادية واخر فريق من المحافظات بحجة ان هذه الفرق لا تملك موارد للدخل كونها لا تملك ملاعب قانونية خاصة بها !! فياله من عذر غريب ! وتضمن القرار ايضا ان تاخذ الفرق المتاهلة المشاركة في المرحلة 3 مواقع ونقاط الفرق الاخرى بل وحتى لاعبيها !!! وهكذا وفي غمضة عين تم استبعاد التجارة قاهر الكبار و الامانة قاهر الزوراء والشباب المتالق الذي يتواجد في الدوري منذ فترة طويلة ونادي السلام مفاجاة الموسم الماضي و فريق الدور الاهلي صاحب مركز الذيل !اما الفرق المتاهلة فكانت 4 منها تترشح للمرة الاولى عدا فريق ديالى الذي يعود بعد ظهوره لاخر مرة عام 1976 ! اما الفرق الاخرى فهي : نادي العمال وهو فريق قديم ظل يكافح سنوات في الدرجة الثانية دون جدوى وكذلك اندية كربلاء والناصرية والسليمانية التي مثلت محافظاتها لاول مرة ليصبح عدد المحافظات التي ارسلت فرقها الى الدوري 15 محافظة ! قدمت الفرق الجديدة بعض المفجات التي ساهمت في التلاعب بنتائج اليانصيب الذي كان في اغلب الاحيان السبب في كل التغييرات والتلاعبات التي حدثت طوال المواسم اللاحقة !فقد فجر فريق السليمانية اكبر المفاجات ليقهر الزوراء بشكل لا يصدق ..كما نجح ديالى في تحقيق نتائج رائعة جعلته من الفرق المتقدمة في مباريات المرحلة الثالثة على حدة بقيادة مدربه د.كاظم الربيعي.. لكن كل هذه الامر كانت مجرد زوبعة في فنجان .. فلم تؤثرفي شي على سير الفريق الطلابي الذي خاض 21 مباراة متتالية دون هزيمة اتبعها ب 20 مباراة اخرى لاحقا دون هزيمة تذكر ! ليقف في الصدارة بفارق 7 نقاط عن اقرب منافسيه في اكبر مسابقات الدوري على الاطلاق ! وفي صراع الهدافين سجل كريم صدام 35 هدفا ليحطم الرقم المسجل باسمه زميله احمد راضي ويحرز لقب الهدافللمرة الرابعة وهذا ما لم يتمكن احد من تحقيقه
بطولة الكأس
------------
اما في بطولة الكاس فقد قدم قاهر الكبار لمحات بديعة بقيادة نجمه حسن هلال بداها بالفوز على الشرطة 2-1 ثم غلب النفط 1-0 ثم تغلب على الجيش الذي سبق له اقصاء حامل اللقب القوة الجوية ..غير ان المسيرة التجارية توقفت في ربع النهائي لاصطدامها بالحاجز الزورائي ... غير ان ناديي الموصل وسامراء حققا المفاجاة وبلغا المباراة شبه النهائي لكنهما التهما من قبل النوارس والانيق .. وفي مباراة الختام .. وكما حدث قبل حوالي عشرة اعوام حرم الزوراء الفريق الازرق من الثنائية عندما غلبه 2-1 لبحصل على لقب الكاس للمرة الثامنة في تاريخه